ان التغييرات التي نشهدها حاليا في ليبيا وتونس ومصر تعمل على الترتيب والتحضير للمشهد السياسي الأهم وهذه التحضيرات تعمل على تأمين المنطقة العربية غرب اسرائيل من أي تحركات او تهديدات غير محسوبةعند الوصول الى نقطة الصفر. وهم يقومون ببناء أنظمة ولاؤها 100% للمفسدون في الأرض وينشؤون أفرادا جددا عظامها نية يمكن تطويعها بشكل أسهل من الدكتاوتوريات القديمة التي كبرت الى حد كبير بشكل بدأت تأخذ قرارات دون الاستشارة مع المفسدون في الأرض وبدأت هذه الديكتاوريات تتبنى وجهات نظر مستقلة بغض النظر عن وطنية هذه القرارات ، حيث أن نمو الديكتاتورية بشكل كبير يشكل كيانا هيئته تتعارض مع سياسات المجتمع الدولي. هذه التغييرات في المغرب العربي-نفترض بهذه المقالة أن امتداد المغرب العربي يقع غرب قناة السويس- تضمنها الجيوش المعتمدة اعتمادا كليا على الغرب بتسليحها وتدريبها وحتى بالاستثمارات المشتركة والاتفاقيات المشتركة والجنرالات اللذين يتدربون ويدرسون في معاهد غربية ويتلقون مكافئات وعلاقات تجارية مع الغرب ، فعلى سبيل المثال أصبح الجيش المصري يساهم في أكثر من ثلث الاقتصاد المصري ويساهم الجيش المصري في استثمارات سياحية وصناعية مرتبطة بشكل كبير بمصالح رأسمالية وتجارية حتى أن الجنرالات أصبحوا لهم صبغة تجارية أكبير بكثير من الصبغة العسكرية. ان الجيش المصري يصبح لا شيئ بمجرد وقف الدعم الفني والتقني وخدمات الصيانة ذات التقنية العالية من قبل الولايات المتحدة. هذا الشيئ متشابه في تونس ومختلف في ليبيا نتيجة أن تركيبة الجيش الليبي مختلفة ومبعثرة ونفوذ الجيش في الحياة المدنية في ليبيا مختلف ولذلك نجد أن الثورة في ليبيا لم تكن سلمية واستخدم فيها السلاح نتيجة عدم ارتباط الجيش بمصالح تجارية له داخل ليبيا ووجود قبائل متنافرة. ان قيادة الثورات والمتمردين العسكريين أو الغير عسكريين متأثرين بشكل كبير بالمفاهيم الغربية وتطالب بحرية على النوذج الغربي الديوقراطي وهذا يعني أنهم يتبنون الفكر الغربي في تطبيق نظام الحرية ، علما اننا بتاريخ العرب كله لم نعرف شيئ يسمى ديموقراطية غربية الا في العصر الحديث وقد فهمنها كصورة وشكل ولم ننجح في تطبيقها بشكل فاعل ومستقل ومتزن.
بغض النظر عن التركيبة العسكرية أو الاجتماعية فمن المهم ان نعرف أن هذه المظاهرات تعمل على تأمين النفوذ الأمني لأوروبا واسرائيل (شعب الخزر) من أي ظهور لقوى منظمة ممانعة للنظام العالمي الجديد وهذا يعمل عل ضمان أمن النظام العالمي الجديد قبل الدخول في أي تغييرات جذرية او حروب عسكرية في المشرق العربي والشرق الأوسط. ان الجبهة والواجهة الأمامية والحقيقية للمعركة هي في المشرق العربي عند الخليج العربي وايران. فعندما يقوم المفسدون بالارض بأي حرب فان عليك أن تضمن أن جهات المعركة واضحة وأن ظهر المفسدون في الأرض في مصر والمغرب العربي مضمون ولن يتسبب ذلك بأي اضطرابات غير مرغوبة. كما أن الامدادت من النفط والغاز من الجنوب الى الشمال يجب ان تكون مأمنة ولذلك فان ضمان السيطرة على قناة السويس وعلى انابيب وآبار النفط في شمال افريقيا وضمان بقاء استمرار الامدادات من افريقيا ونيجيريا والسودان الى اوروبا ومن ساحل العاج الى أمريكا في حال توقف النفط من الخليج العربي وخصوصا عند اغلاق مضيق هرمز من قبل الشيعة. ان التغييرات في ساحل العاج ذات أهمية كبيرة لضمان امداد النفط من نيجريا وغرب افريقيا الى المحيط الأقرب للولايات المتحدة من الخليج العربي. ( الصورة أدناه توضح خطوط الطاقة والنفط في شمال افريقيا والمغرب العربي)
ان شعب الخزار يعمل على تأمين أوروبا من خلال شمال افريقيا وتأمين أمريكا من خلال الغرب الافريقي والساحل البحر الأبيض وبنفس الوقت يعمل على ضمان النفوذ الأشكنازي والخزاري في الشرق الأوسط.
لن يكون فقط المغرب العربي غرب اسرائيل النفوذ الامني لشعب الخزار بل سيعملون على هيكلته واستغلال جميع موارده والعمل على تكامله بمنطقة واحدة يتم دمجها خلال عشر سنوات القادمة تحت نفوذ عسكري واقتصادي واحد.
ان انتهاء الاضطرابات في المغرب العربي بالتأكيد ستعمل على نقل الثورات من المغرب العربي( غرب السويس ) الى ( شرق السويس) وبالتالي نتوقع مزيد من المشاكل والاضطرابات في الخليج العربي وبلاد الشام وان عدم سقوط نظام ايران او سوريا بالثورات يعني حتما حربا كبرى!