9/09/2006

فى الممنوع

فى الممنـــــوع


لا أصدق ولا أريد أن أصدق.. وأرجو أن تكذبني رئاسة الجمهورية أو أي جهة أخري.. حتي ولو كان الخبر صحيحاً، والمعلومات التي وصلتني من مصادر متعددة صحيحة بنسبة ١٠٠%.

لو قالت رئاسة الجمهورية إن هذا الخبر غير صحيح.. سوف أصدقها علي الفور.. وسوف ألغي عقلي وألغي الحقيقة معه.. لأن ما نقل لي فظيع وبشع، ولا يمكن أن يصل مستوي التفكير والهاجس الأمني إلي هذه الدرجة من الخوف والرعب.


المعلومات التي وصلتني من مصادر داخل مستشفي الشرطة بالعجوزة، الذي توفي فيه أديبنا الراحل الكبير نجيب محفوظ تقول: إن أجهزة الأمن التابعة لرئاسة الجمهورية، حرصاً منها علي تأمين موكب الرئيس حسني مبارك في الجنازة العسكرية التي أقيمت للأديب الراحل.. قامت تلك الأجهزة بالتحفظ علي جثة نجيب محفوظ في مستشفي الشرطة.. بعد الوفاة وبعد الغسل مباشرة.


وبالرغم من بشاعة ذلك.. فإنني سأعتبره أمراً عادياً بالمقارنة ببقية القصة.. أما غير العادي فهو أن هذه الأجهزة، قامت بتمرير أجهزة الكشف عن المتفجرات علي جسد نجيب محفوظ وهو مسجي بين يدي الله.. خشية أن تضع منظمة إرهابية متفجرات داخل جسد أديبنا الراحل.
ومنذ تلك اللحظة وحتي انتهاء موعد الجنازة العسكرية التي أقيمت أمام جامع آل رشدان بمدينة نصر، والتي شارك فيها الرئيس حسني مبارك وكبار رجال الدولة.. وأجهزة أمن الرئاسة تتحفظ علي جثة نجيب محفوظ داخل التابوت الذي وضعت به.


وهذا يفسر استحالة إقامة الجنازة الشعبية التي طلب أديبنا الراحل أن تقام له بحي الحسين الذي ولد وعاش فيه.. فقد كانت أجهزة أمن الرئاسة تسيطر علي الموقف كاملاً وعلي جثة نجيب محفوظ نفسه وهو ميت.. حتي لا يعبث أحد بجثمانه.. وحتي لا تفكر جماعات الإرهاب المسلح في وضع متفجرات داخل جسده في أي وقت.. بما يهدد موكب رئيس الجمهورية وقبل انتهاء الجنازة العسكرية.


ولا أملك أمام تلك الحقائق والمعلومات التي أستطيع وصفها بالمؤكدة، سوي طرح العديد من التساؤلات: هل بلغ الحرص بل الخوف علي أمن رئيس الجمهورية إلي التفكير في تفتيش جثث الأموات؟ وهل هذا يليق بقيمة ومكانة شخص مثل نجيب محفوظ؟


ولماذا أصلاً كانت الجنازة العسكرية للأديب الراحل؟ هل طلبها نجيب محفوظ أو أحد من أفراد أسرته؟


لا.. لم يطلبها الأديب الراحل.. ولا أحد من أقربائه.. وحتي لم يكن يريدها ويرغب فيها. ولو كان نجيب محفوظ يعلم أن هذا سيحدث له.. لطلب ألا تقام له جنازة عسكرية.. وأعلن تنازله عن وسام النيل الذي تقام لمن يحصل عليه جنازة عسكرية.. باعتباره أعلي وسام علي مستوي الجمهورية.


مرة أخري.. لا أريد أن أصدق تلك المعلومات حتي ولو كنت متأكداً من صحتها بنسبة ١٠٠% من مصادر داخل مستشفي العجوزة.. وأرجو أن يكذبني أحد.. لأن هذا سيريح ضميري.. وبشرط ألا تنتهك حرمة الأموات مرة أخري.. بعد انتهاك حرمة الأحياء كل يوم.

Founder of Blogger semsam,Independent Blogger 2005.Middle East observer,Writer on Egypt,Yemen ,Arab,Current affairs-member in Arab blogger,Editor in Global Voices,Technology,Geek τέχνη,web development,internet security